الأخبار

آباء يتهربون من تدريس أبنائهم.. «مشغولين»!

«تربية الاتكالية» و«ما عرفت» و«حلوا واجباتي».. محبطة

آباء يتهربون من تدريس أبنائهم.. «مشغولين»!

 


مذاكرة الابن وحيداً تزيد من ثقته في نفسه

 

إعداد – سحرالشريدي

    يفتقد بعض الآباء مهمة تدريس أبنائهم، حيث يوكلون تلك المهمة إلى أشخاص آخرين، وربما يكون لهؤلاء الآباء طموحات كثيرة في أبنائهم، لكن بالاتكالية وعدم الاهتمام لن يستطيع الصغار تحقيقها.

وعلى الرغم من أن بعض الآباء هم من فئة المُتعلمين، ما يعني سهولة توصيل المعلومات الدراسية إلى أبنائهم، إلاّ أن هناك من يتهرب من تلك المسؤولية، مُسنداً إياها إلى معلمين خصوصيين، وهو ما يؤثّر نفسياً في الابن بحسبان أن الأب والأم يُعدان قدوة يتعلم منهما الشيء الكثير، وعندما يشاهدهما يتهربان من مساعدته في المذاكرة فإنه يُصاب بالإحباط!.

 

د. القحطاني: عوّدوهم الاعتماد على أنفسهم في حل الواجبات

 

 

ومهما كانت الأسباب لابد من تعلم الآباء بعض الفنون المهمة التي تزيد من التحصيل الدراسي، مثل توجيه الابن نحو الحرص على حضور الحصص وعدم الغياب أو التراخي فيها، مع تسجيل كل ما يقوله المعلم في الحصة الدراسية، إضافةً إلى زيارة أستاذ المقرر في مكتبه لتوضيح بعض المسائل الصعبة أو الغامضة، وكذلك المذاكرة أولاً بأول، وعدم تأجيل الواجبات المنزلية حتى لا تتراكم.

ويُخطئ بعض المعلمين الخصوصيين بحل الواجبات للابن مع عدم فهمه الدرس، على أن يقول لمعلمه في المدرسة: “أنا حلّيت الواجب”!، وهنا ينشأ الصغير على الكذب، وربما استخدمه في معظم أمور حياته!.


د. محمد القحطاني

اجتهدوا وحاولوا

وقال “د. محمد بن مترك القحطاني” – عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية: إن أكثر ما يشغل المربين وأولياء الأمور هو كيفية تدريس الأبناء والبنات، خاصة في مراحل التعليم الأولى، حيث بعض الآباء والأمهات قد لا يجيدون فن التدريس أو التعليم، أو حتى قد لا يكونون متعلمين التعليم الكافي، وبالتالي قد يضطر أحد الوالدين إلى الاستعانة بمعلم خصوصي لتدريس ابنه أو ابنته وهذا لا حرج، ناصحاً أولياء الأمور بمحاولة مساعدة أبنائهم على حل الواجبات المنزلية، فمثلاً بعضهم لا يحاول ولا يهتم ولا يبالي وهذا خطأ، موضحة أنه إذا لم يستطع ولي الأمر أن يُعلِّم ابنه أو ابنته بنفسه فلا حرج من أن يستعين بمدرس خصوصي، لكن بشروط، هي: أن يختار المدرس المناسب الذي يخاف الله سبحانه وتعالى، ولديه المهارة والخبرة التدريسية الجيدة لمساعدته على تدريس أبنائه.

 

 


اعتماد الأبناء على أنفسهم في المذاكرة أفضل من معلم خصوصي

 

 

معاون فقط

وأضاف أنه يجب على ولي الأمر أن يُعلم طفله الاعتماد على الله ثم على نفسه قدر المستطاع، وأن يثق بنفسه وبإمكاناته وقدراته، فلا يعتمد بشكل كامل ومطلق على المدرس الخصوصي لحل الواجبات المنزلية، وإنما يَعتبره مُعاوناً له في توضيح بعض المسائل الصعبة أو الغامضة، مشدداً على ضرورة تعلم الآباء بعض الفنون المهمة التي تزيد من التحصيل الدراسي، مثل توجيه الابن أو البنت في الحرص على حضور الحصص أو المحاضرات وعدم الغياب أو التراخي فيها، مع تسجيل كل ما يقوله المعلم أو المعلمة في الحصة الدراسية، إضافة إلى زيارة أستاذ المقرر في مكتبه لتوضيح بعض المسائل الصعبة أو الغامضة، وكذلك

 

د. المعتصم: مسؤولية المعلم أكبر في التحفيز وبناء الثقة..

 

 

المذاكرة أولاً بأول، وعدم تأجيل الواجبات المنزلية حتى لا تتراكم، وبالتالي يصبح من الصعب إنجازها في وقت واحد، مبيناً أن هناك بعض الحصص التي قد تقدمها بعض المدارس لزيادة كفاءة الطلاب والطالبات، مثل الحصص الإضافية أو حصص التقوية، حيث تُعد مفيدة إلى حد كبير.

 

 

  شعور بالإحباط

وأشار إلى أن هناك شريحة أخرى من شرائح المجتمع وهي أولياء الأمور المتعلمون الذين يستطيعون تدريس أبنائهم وبناتهم بسهولة، لكن لسبب أو لآخر لا يفعلون ذلك، حيث يحضرون مدرسا خصوصيا لحل واجبات أبنائهم، معتبراً ذلك نوعا من الإهمال أو الاتكال على غيرهم، ويقود إلى عيوب أو سلبيات كثيرة من ضمنها أن الطفل يرى أن والده أو أمه نموذج له ويقتدي بهما ويتعلم منهما، فمثلاً عندما يُعلم الأب ابنه سلوكا معينا أو يساعده على حل مسألة معينة فغالباً سيتعلم الابن بسرعة؛ لأنه يتأثر بتعاليم وأفكار وسلوكيات الأب، مؤكداً أنه إذا تلقى الابن التعليم من مدرس خصوصي وهو يَعرف في قرارة نفسه أن والده يستطيع مساعدته، فإن ذلك قد يجعل الابن يشعر بالإحباط من جهة، ومن جهة أخرى قد لا يؤدي المدرس الخصوصي رسالة التعليم بصدق وأمانة مثل الأب أو الأم.

مخادعة وكذب!

وقال إنه قد يحل المدرس الخصوصي – وهي فئة قليلة – واجبات الابن، ويقول له: عندما تذهب إلى المدرسة أبلغ المعلم أنك أنت الذي أديت الواجب، مضيفاً أنه هنا ستحدث مشكلة كبيرة قد لا يدركها البعض، وهي أن الطفل في هذه الحالة لم يتعلم كيف يحل واجباته، أي لم يستفد علمياً مما قُدم له في المدرسة، ومن جهة أخرى سيتعلم بشكل غير مباشر الكذب، مؤكداً أنه سيتجرأ أن يكذب على المعلم ومن ثم قد يتجرأ أن يكذب على والديه، وهكذا ينمو معه الكذب وتصبح لديه مشكلة تحتاج إلى علاج أو توجيه وإرشاد، لافتاً إلى أن هناك عددا من الأخطاء قد يقع بها بعض أولياء الأمور، وهي أنهم يضعون أهدافاً عالية لأبنائهم وبناتهم، لكن مع الأسف لا يقضون وقتاً كافياً لمساعدتهم على تحقيقها.

تفادي المشكلات

وأضاف أن الأم قد تضع أهدافاً عالية لابنتها وتقول: أريد ابنتي أن تأخذ تقديرا ممتازا، وأن تتفوق في دراستها، وأن تدخل تخصصا مناسبا، وفي المقابل نجد أن هذه الأم لا تقضي الوقت الكافي مع ابنتها في مساعدتها بتدريسها، مع توضيح ما يصعب عليها من أمور في المقرر الدراسي، مضيفاً أن ذلك من الإشكالات المهمة التي يجب على الوالدين والمربين الوعي بها، مشدداً على ضرورة الانتباه وتلافي الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تدريس أبنائهم، ذاكراً أنه لن نصل إلى القمة إلاّ بعد تغلبنا وتفادينا للمشكلات التربوية التي قد تواجهنا.

 

 


د. المعتصم بالله الجوارنة

إعداد الفرد

من جانبه، أوضح “د. المعتصم بالله سليمان الجوارنه” – أستاذ أصول التربية المساعد بكلية التربية بجامعة الملك خالد: أن المدرسة تمثل أحد أركان العملية التعليمية، بل وأساس من الأسس للهرم التعليمي، ليس لمجرد كونها تأتي بعد الأسرة في تعليم الفرد فحسب، بل لأنها تضطلع بمهمة كبيرة وأساسية تتمثل في تنمية الثروة الحقيقية للمجتمع وهي تكوين الطاقات البشرية.

وقال إن المدرسة تعمل – ممثلة بالمعلم – على تحقيق هذه المهام من خلال تكوين وإعداد الفرد فكراً وعلماً وقيماً، مبيناً أنه من خلال المدرسة والمعلم تنبثق قيادات المجتمع في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، التي من خلالها يتابع المجتمع مسيرة تقدمه وتطوره، لافتاً إلى أن النظرية التقليدية في التعليم تؤكد أن المعلم هو العنصر الأساسي في الموقف التعليمي، وهو المهيمن على مناخ الفصل الدراسي وما يحدث بداخله، بمعنى أنه المحرك لدوافع التلاميذ وهو المشكل لاتجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة، مؤكداً أن النظريات الحديثة جاءت لتركز في الفروق الفردية للمتعلمين وزيادة الاهتمام بدور التلميذ ومشاركته الإيجابية في العملية التعليمية، إلى جانب الاهتمام بقدرات الطالب وميوله واتجاهاته، مع إتاحة الفرصة للتلاميذ لاختيار ما يرغبون بدراسته من موضوعات، مبيناً أن دور المعلم هنا يأتي موجها ومرشدا عند الحاجة.

تحديث وتطوير

وأضاف أن الغاية من العمل المدرسي هي رفع مستوى تربية التلاميذ وتعليمهم إلى أعلى مستوى يمكنهم الوصول إلى تحقيقه، وهذا يتطلب تحديث وتطوير العمل داخل المدرسة سواء من قبل الإدارة التعليمية أو المعلم، بالتعاون مع المجتمع المحلي، ليكون مؤثراً في تعلم التلاميذ كافة الجوانب الفكرية والجسمية، التي تمثل الإنسان ككل، مضيفاً أن كل نشاط داخل المدرسة لا يُحدث أثراً في رفع مستوى تعلم الطلاب لا قيمة له، مشدداً على أهمية ربط كافة الأنشطة التي تحدث داخل المدرسة بمدى أثر كل منها في رفع مستوى التعليم لأي متعلم، وهذا ما تسعى إليه الجهات المعنية كمحصلة نهائية، أي أن التعليم هو كل عمل أو نشاط أو جهد يبذله المعلم في توجيه تلاميذه في تعلمهم، مع إكسابهم خبرة جديدة تحقق تغييراً أو تعديلاً مرغوباً في سلوكهم بشكل مستديم نسبياً.

ركن أساسي

وأشار إلى أن المعلم هو الركن الأساسي في موقف التعليم، من حيث توجيه المتعلم، فيحدد له المهام من المنهج المناسب لمستوى قدرات التلاميذ، وما يناسب حاجاته النفسية والاجتماعية، وكذلك مستواه التعليمي والنمو العقلي والحركي والوجداني، بما يتيح له أن يسير بما تساعده قدراته المختلفة لتحقيق هدف النمو الشامل من خلال تقديم الواجبات الصفية للتلميذ، إضافةً إلى تهيئة المناخ الصفي المناسب، مع مراعاة حاجات الطالب النفسية والاجتماعية والجسمية ليكون قادراً على تحمل مسؤولياته، ومعتمداً على ذاته في حل الواجبات داخل الصف، مضيفاً أنه بهذا ينحصر دور المعلم بالإرشاد والتوجيه واستخدام أفضل الوسائل التعليمية، إلى جانب استخدام الطرق والأساليب التعليمية والتقنيات التربوية الحديثة الملائمة للمتعلم والمادة التعليمية، لتحقيق الأهداف التربوية المخطط للطالب أن يحققها خلال فترة دراسة.

عناصر أساسية

وأكد “د. الجوارنة” أن عملية التعليم تتضمن عناصر أساسية هي: التخطيط، التنفيذ، التقويم، وكل عملية تتضمن مجموعة من ألوان النشاط التعليمي كالشرح وإلقاء الأسئلة وإجراء التجارب، وهذه الأنشطة يمكن تحليلها إلى مهارات أساسية وأخرى فرعية، مشدداً على ضرورة أن يراعي المعلم عددا من الخطوات ليجعل من تلاميذه قادرين على تحمل مسؤولياتهم، منها التحفيز المناسب لكل ما يفعله التلميذ أثناء وجوده داخل الصف، وأن يبين للطلاب من البداية ثقته الكاملة بقدراتهم، مع تعزيز الدافعية الداخلية للتلميذ، وأن يستوعب تلاميذه بالود ليتمكن من فهم أحاسيسهم، إلى جانب إشراكهم في حل الواجبات الصفية على شكل أفراد ومجموعات، ناصحاً المعلم بتقبل مهنة التعليم والتلاميذ حتى يبدع بمهنته، وكذلك مساعدة التلاميذ بشكل فردي خارج غرفة الصف، إضافةً إلى تشجيع التلاميذ على التعلم الذاتي من خلال تقديم أنشطة تطبيقية، وأن يحسن الإنصات لتلاميذه، إلى جانب الاهتمام برفع مستوى التفاعل في البيئة الاجتماعية إلى أقصى حد ممكن لإيجاد مواقف تثير التعلم لدى التلاميذ.

 

 

 


تهيئة الصغار في مرحلتي الروضة والتمهيدي يساعدهم مستقبلاً على تقبل التعليم

لا يستطيع الطفل في أول مراحل حياته أن يتم كافة الأمور، إلاّ بوجود قوى خارجية تعينه على ذلك، فوجود الأبوين يعمل على تحفيزه وتهيئته مع البيئة المدرسية، مما يجعله فرداً معتمداً على ذاته وطامحا للنجاح.

وقال “د.محمد الحربي” -إدارة تربوية في جامعة الملك سعود-: إنه من المفترض على الوالدين تهيئة الأبناء للمدرسة قبل التحاقهم بها، ويمكن ذلك عن طريق

تهيئة الأبناء في مرحلتي «الروضة» والتمهيدي..!

 إلحاقهم بمرحلتي التمهيدي والروضة، التي من شأنها أن تساعدهم على الاعتماد على النفس، معتبراً تلك الطريقة من أنجح طرق التهيئة وأكثرها فاعلية.

وأضاف أنه من المهم أيضاً تعويد الأبناء الاعتماد على أنفسهم عند المذاكرة وحل الواجبات، مؤكداً على أن يكون دور الوالدين في الإشراف والمتابعة فقط، إضافةً إلى تحفيزهم مادياً ومعنوياً، مما يجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية، وزيادة الثقة بأنفسهم وقدراتهم.


د.محمد الحربي

 

 

وأشار الى أن انشغال الوالدين بأمورهم الخاصة، والاتكالية المفرطة على الخدم والسائقين تعدّ من الأسباب المهمة لانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، مبيناً أن من سلم من الاتكالية على غيره في تدريس أولاده، يمارس الاتكالية الكاملة على المدرسة لأداء هذا الدور، وينسى أن له دورا مؤثرا يحتمّ عليه التواصل مع المدرسة، وكذلك متابعة سلوك أولاده وتقدمهم العلمي بصورة مستمرة.

وقال إن تخلي الوالدين عن مسؤولية تربية الأبناء وتعليمهم ينعكس أثرها على الأبناء أولاً، فينشأ جيل اتكالي لا يملك الحس الأدنى من الشعور بالمسؤولية والمواطنة الصالحة، وهو ما سيمتد أثره ونتائجه على المجتمع ومؤسساته، حيث سيظهر بشكل كبير خلال وبعد مرحلة التعليم الأولية، التي تعدّ الأساس لبقية المراحل اللاحقة لها، مشيراً إلى أن ضعف المستوى التعليمي والتربوي للأبناء في هذه المرحلة سيظهر جلياً في ممارساتهم التربوية والتعليمية، وكذلك في مستقبل حياتهم العلمية والعملية.

قراءة القصة على الطفل تفتح مداركه وحواسه مبكراً

 

يغفل كثير من الآباء أهمية وجود كتيبات تعليمية للأطفال قبل دخولهم إلى المرحلة الدراسية، حيث يُعدّون ذلك مرهقاً للطفل في بداية حياته، موكلين مهام القراءة والكتابة على المدرسة فقط، غير مدركين بأهمية التغذية الفكرية، وحاجة الأبناء الى كتب مختلفة عن النمط الدراسي.

القراءة تمهد الطريق أمام الثقة..والفكر

 وأكد “د. نشمي العنزي” – أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية – أن اتصال الأطفال بعالم الكتب في المنزل له تأثير كبير في مستقبله العلمي وتحصيله الدراسي، مضيفاً أن الطفل يولد لديه التعود على التعلم وحب العلم؛ لأنه تلقاه من أقرب الناس إليه وأحبهم إلى نفسه وهم الوالدان، مبيناً أن للأسرة مهمة أخرى وهي غرس حب العلم واحترام المعلم في نفوس الأبناء.

وأشار إلى أن تقبل الطفل للعملية التعليمة يكون أكبر إذا كان لديه تقبل واحترام لمن يقدم له ذلك، مضيفاً أنه من واجب الوالدين توفير بعض المجلات والكتيبات المخصصة للأطفال قبل سن المدرسة، التي تحتوي على الصور والرسومات التعليمية، حيث يساهم ذلك في تعليم الأطفال القراءة والكتابة.

د. نشمي العنزي

وبيّن “العنزي” أن بعض الآباء لا يحرصون على تعليم أبنائهم قبل سن المدرسة؛ لقناعتهم أن مهمة التعليم من مهام المدرسة فقط، وأن مهمتهم الأساسية هي مهمة تربوية فقط، أي أن مهمتهم تنحصر في تعليم الأطفال السلوكيات الاجتماعية السليمة، ذاكراً أن بعض الآباء والأمهات يهملون أيضاً متابعة أحوال أبنائهم الدراسية بعد التحاقهم في المدرسة، وذلك لانشغالهم بأمورهم الخاصة، فالأب مشغول بعمله نهاراً وفي المساء يقضي وقته مع الزملاء والأصدقاء، وكذلك الحال بالنسبة للأم، خاصةً العاملة.

وأوضح أن المستوى التعليمي للوالدين يلعب دورا مهما في متابعة تعليم الأبناء، فالأباء والأمهات ذوي المستوى التعليمي المنخفض يفتقدون القدرة على التدريس، لذلك يسعى بعض الآباء بتوكيل مهمة متابعة أبنائهم إلى المدرسين الخصوصين، مشيراً الى أن تلك الدروس الخصوصية إرهاق فكري للطفل وإجهاد وتوتر، حيث يقضي وقته في التعليم في الفترة الصباحية في المدرسة، وعند انتقال نفس الأسلوب في المساء.

 


تهيئة الطالب نفسياً تسبق حضور المعلم الخصوصي

 

كشفت “أسماء بنت حمد الصائغ” -آداب في التربية ومساعدة الشؤون التعليمية بمكتب التربية والتعليم في حي البديعة- عن العوائق التي تمنع الطلاب والطالبات من التعلم الصحيح؛ كاضطرابات سلوكية أو انفعالية، مثل صعوبات التعلم أو فرط الحركة وتشتت الانتباه، مضيفةً أنه لا يكون الوالدان أو المدرس الخصوصي غير المختص قادرين على تشخيص الحالة.

اضطرابات تحرم الطالب من التعلم!

وقالت:”قد يؤول ضعف الطالب في المادة وعدم استيعابه إلى الإهمال والكسل، لذا فالمكان المناسب للطالب في هذه المرحلة هو المدرسة، حيث يتواجد فريق عمل مكون من معلم المادة ومختصين نفسيين قادرين على تشخيص حالة الطالب، مع تقديم الخدمات المساندة له إن احتاج ذلك”، مشيرة إلى أنه قد يكون المدرس الخصوصي مجدياً في المراحل الدراسية العليا حين تتجلى أهمية التخصص لصعوبة المواد، وعلى العكس من ذلك في مراحل التعليم العام، وذلك لغرس عادة الاعتماد على الذات لدى الأبناء، موضحة أن تدريس أولياء الأمور أبناءهم خلال مراحل التعليم الأولية ومساعدتهم في حل الواجبات، يعزز إحساس الأبناء بأهمية وجدية الدراسة، ويقرّب الوالدين من أبنائهم، بل ويجعلهم يقفون بشكل مباشر على مستوى أبنائهم الدراسي.

وأضافت ان ذلك قد يُعوّد الابن على الاتكال على الوالدين في تدريسه وحل واجباته، فيقل انتباهه مع المعلم داخل الصف، بل ولا يقدم على السؤال والاستفسار في الحصة عمّا أشكل عليه فهمه؛ لأنه يعرف في قرارة نفسه أن والديه سيشرحان ما استصعب عليه فهمه ومساعدته في حل الواجب، مشددة على أهمية التوازن، فليس من المنطقي أن يتحمل الوالدان مهمة تدريس الأبناء وحل واجباتهم منذ المراحل الأولى من التعليم ويستمرون على ذلك، وليس من المعقول أيضاً التخلي عنهم تماماً فيتسبب ذلك في شعور الأبناء بالإهمال من قبل والديهم، وعدم الاكتراث بهم.



التعليقات مغلقة.