أفلام «إنيمي» الكرتونية راسخة في عقول السعوديين
على رغم توافر التقنية بشكل كبير في حياة الناس، ووفرة مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن أفلام «إنيمي» الكرتونية التي أنتجتها اليابان، وحققت من خلالها شهرة واسعة على مستوى العالم، لا تزال راسخة في عقول عدد كبير من الشباب السعودي، لاسيما أنها ظهرت في المملكة بترجمة عربية قبل نحو عقدين وأكثر.
ومشاهدة تلك الأفلام الكرتونية في أعوام مضت متعة لا تضاهيها متع أخرى في أيام الطفولة، ما جعلها ترسخ في عقول الكثيرين، كونها صنعت بأيد مهرة وذات حس فني عالي، ربما لا يتكرر وجود مثيل لها هذه الأيام، وكذلك لأنها لامست الشعور الوجداني بعمق إنساني وتميزت بمعان وقيم إنسانية نبيلة سمت بالكرم الأخلاقي، إذ لم تكن تخلو من عناصر التشويق الجاذبة في قوالب محببة للصغار والكبار، فثمة من يستمتع بها وإن تعدى مرحلة الطفولة بمراحل عدة.
ومن هذه الأفلام الكرتونية: «فلونا» و«هايدي» و«سانديبل» و«سالي» و«الكابتن ماجد» و«زورو» و«غريندايزر» و«ريمي» و«جزيرة الكنز» و«بسمة» و«عبدو» و«السندباد» و«قصص عالمية»، إذ لا يزال أثرها باقياً في قلوب وعقول جيلها وما بعدهم، والحنين يعود إليها بين الفينة والأخرى كلما مر على مسامعهم ذكراها، لتميزها بالجودة العالية في رسم الصورة والإخراج ومناسبة قصصها لجميع الأعمار.
يقول أستاذ علم النفس المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية محمد القحطاني: «هناك نظريات نفسية كثيرة تؤكد أن الفرد يتذكر المعلومات حتى وإن كانت قديمة جداً»، مشيراً إلى أن الإنسان يمتلك ذاكرة قوية يصعب امتلاؤها، ولها قدرة على استيعاب كم هائل من المعلومات.
وأضاف أن العلماء قسموا الذاكرة إلى الحسية وقصيرة المدى وطويلة المدى، إذ تعتبر الأخيرة أكبر أنواع الذاكرة، والمعلومات المخزنة فيها لا تنسى أبداً، ومن طريقها يتم تخزين الأفلام الكرتونية أثناء الطفولة، ما يسهل تذكرها واسترجاع جميع المعلومات القديمة فيها.
ويعزو القحطاني تعلق أفلام الثمانينات الكرتونية المدبلجة في أذهان الكثير ممن شاهدها إلى ارتباطها بأحداث مروا بها وعاشوها في مرحلة الطفولة متخمة بمتغيرات وظروف عدة، إضافة إلى أن هذه الأفلام لها دور كبير في غرس القيم العلمية والأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال، «استطاعت أن تترك في نفوسهم حب الاطلاع والقراءة والاستكشافات، وزيادة في نسبة ذكائهم وإدراكهم في شتى مجالات الحياة».
وذكر أن هناك من ينتقد هذه الأفلام ويصمها بالبعد عن الواقع، وانطلاقها في عالم الخيال الواسع، لكنها تتضمن جوانب إيجابية تعليمية مفعمة بعنصر التشويق، وذلك لقدرتها على اجتذاب الأطفال من خلال الخيال وجماليات التقنية التي تميزت بها.
وتؤكد الطالبة الجامعية نورة الصوينع أنها لا تزال تجد في تلك الأفلام المتعة والفائدة معاً قلما تتوافر في أفلام الوقت الحاضر، «أفلام الزمن الجميل تمتاز بالطهر وسيل متدفق من البراءة، تعززها القيم الإنسانية الجميلة التي تبرز في سرد حكاياتها».
واتفقت سارة المعدي ونورة الوعلان على أن تلك الأفلام كانت بمنتهى الروعة والجمال، لأنها جمعت بين عنصر الفائدة والقيمة العلمية، والاستكشاف مع الترفيه البريء المشوق، فيما اقتصرت الأفلام المدبلجة الحديثة على جانب الترفيه والفكاهة فقط.
Copyright © 2012 dralqahtany . All Rights Reserved. Designed by top line.