الأخبار

مساواة العاملين المنتجين بالخاملين.. تبعث على الإحباط وتراجع الأداء

القيادات الإدارية يمكنها تقديم مكافآت معنوية


مساواة العاملين المنتجين بالخاملين.. تبعث على الإحباط وتراجع الأداء

إضاءة – راكان الدوسري

رجل منذ الصباح الباكر في ردهات الشركة يسعى، وآخر يأتي مثقلاً بالخمول والكسل، أحدهما ينشد النجاح والتميز، والآخر ليس له هم سوى انتظار الراتب آخر الشهر، لكنهما في نظر الإدارة موظفان متساويان في الواجبات والحقوق، يحصلان على نفس المزايا، ويحصلان على ذات الترقية الوظيفية، تلك صورة من صور العدالة البيروقراطية التي تتعامى عن الموظفين الباذلين جهودهم، الناشدين للنجاح، الطامحين إلى تحقيق إنتاجية تجعلهم في نظر إدارتهم موظفين متميزين يستحقون الإشادة والتكريم، وتجعلهم في ذات الكفة مع الموظفين الخاملين، الذين يمثلون أجساداً تغدو وتروح كل نهار دون أن تترك أثراً يذكر على خارطة إنتاجية العمل اليومي.

وتبلغ خطورة تجاهل اجتهاد الموظفين المجتهدين مداها حينما يذبل الحماس في وجدان المتحمسين، ويتراجع أداء الموظفين الطموحين تحت وقع الإحباطات المتكررة، حتى يعود الموظف المنتج المبدع المجتهد منكسراً، وموجوعاً جراء غياب التقدير الذي ليس أقله كلمة شكر على عمل مميز.

وترتكب القيادات الإدارية أخطاءها في التمادي في تجاهل القدرات المبدعة في الشركات والهيئات الحكومية والقطاعات المختلفة، مما يفقدها إبداعات أفضل كوادرها من الموظفين المتميزين الذين إما ينكسروا تحت مظلة الإحباط، وإما أن يرحلوا بحثاً عن مكان يجدوا فيه التقدير على جهودهم المميزة.

وحسب الدكتور محمد القحطاني أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود فإن الموظف الذي يعمل باجتهاد حينما يرى الموظفين الآخرين يعاملون بنفس التعامل وبنفس المميزات المادية، فإنه يصاب بالإحباط النفسي، مؤكداً أنه على القيادات في أماكن العمل المختلفة أن يكافئوا الموظفين المتميزين حتى لو لم يكن في النظام مكافأة خاصة بالموظفين المتميزين، مشيراً على أن المكافآت ليس الضرورة أن تكون مكافآت مادية، وإنما يمكن أن تكون عن طريق شهادة شكر، أو تعزيز لفظي من الشكر والثناء والمديح الذي يستحقه ذلك الموظف المنجز والمجتهد والمبدع.

وأكد د. القحطاني أنه يمكن مكافأة الموظفين المتميزين بما أسماه التعزيز من الدرجة الثانية والمتمثل في إزالة أمر غير مرغوب بالنسبة لذلك الموظف، وقال: مثلاً الموظف الذين يستحق التكريم والتقدير نظير اجتهاده يمكن لمديره أن يستدعيه في حالة أنه لا يستطيع أن يكافئه مادياً، ويسأله عن الأمر الذي يزعجه في العمل، وأضاف: مثلاً إذا كان الموظف المتميز يعمل بنظام الشفتات، فيسأله أي الشفتات أحب إليه، فقد يفضل الموظف شفت النهار عن الليل مثلاً، فيحقق له المدير ذلك كنوع من المكافأة والتقدير.

وشدد د. محمد القحطاني على أن المكافآت من الدرجة الثانية كالتعزيز اللفظي والمديح والشكر والثناء جميعها لا تكلف الإدارة شيئاً على الرغم من وقعها الايجابي على نفسية الموظف وعلى تشجيعه على البذل والعطاء.



التعليقات مغلقة.