من أكثر الشخصيات اللافتة للنظر بحيويتها ونشاطها وإنتاجها في كثير من بيئات العمل صاحب الطاقة العالية، أو ما تسميه بيئة العمل بـ”الموظف النشيط” الأكثر دافعية للعمل والأكثر حماسة وإنتاجية، وممن يصنع الفرص ويحترف التنافس ويرتقي بالجودة، وغالباً ما يثير دهشة وتساؤلات زملائه عن مصدر تلك الطاقة التي جعلت منه المحرك الأساسي لسير العمل والركيزة القوية التي يعتمد عليها المديرون والمسؤولون، ولأن غالبية وظائف المستقبل تتطلب أن يكون لدينا موظفون طاقتهم عالية ويستطيعون تحقيق أهداف العصرنة، كان تساؤلنا عن مصدر تلك الطاقة لدى هؤلاء.
وهو ما أوضحه أ. د. محمد القحطاني – بروفيسور علم النفس – بذكره أن الطاقة العالية أو الهمة العالية أو الطاقة الإيجابية مفهوم ومصطلح مهم يستخدم كثيراً في علم النفس والعلوم الاجتماعية بكثرة، وهذا المصطلح جداً مهم؛ لأنه ينعكس على نفسية الفرد وإنتاجيته وتفاعله الاجتماعي والنفسي والأسري وفي العمل وبيئة العمل، ويعود عليه إما بالإيجاب أو السالب، وهو أيضاً مصطلح حديث ومتداول وتعطى عليه دورات علمية كثيرة.
وأشار القحطاني إلى أهمية التفريق بين الطاقة العالية والطاقة الإيجابية وأنواع الطاقات الأخرى، فالبعض عندما يسمع كلمة طاقة يعتقد أنها تشبه الطاقة الكهربائية أو المغناطيسية أو الفيزيائية، في حين أنها تعني الطاقة والهمة العالية من مفهوم عقلي ونفسي يقف خلف سلوك الأشخاص ويدفعهم نحو الإنتاجية والتحفيز والعطاء لخدمة أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم.
مضيفاً أن الطاقة العالية يستمدها الأشخاص من عدة أمور أهمها قوة الإيمان والتوكل على الله وأسلوب الحياة الصحي كممارسة الرياضة والنوم الكافي والأكل الصحي والبعد عن الضغوطات ومجالسة الأشخاص الإيجابيين وتجنب المحبطين، كما أن أصحاب الطاقة العالية لديهم أهدافهم المحددة وخططهم اليومية والأسبوعية المنظمة، ولهذا ننصح كل من يبحث عن الهمة والطاقة العالية في عمله وحياته أن يكتسب تلك الصفات، كما نذكر بأن ارتكاب أي نوع من صور الفساد أو المعاصي يخفض من مستوى الطاقة، وكذلك التفكير السلبي والتشاؤم والإحباط والتركيز على الأمور السلبية.